
سوف نبقى هنا
عندما يمتلك المعنيون طوال هذه السنوات من القوانين والقرارات ما يجعلهم قادرين على حل المشكلة ولم يبادروا لحلها.. عندما يخرج المئات من البدون في مظاهرات يطالبون بحقهم في العيش الكريم فيطلق بعض المسؤولين وعودًا كاذبة وإبر تخدير ثم يلاحقوا المتظاهرين بالسجن والقيود الأمنية لنرى الجيل اللاحق يرث المعاناة والألم.. عندما تتحدث الوسائل الإعلامية الدولية عن اضطهاد البدون ويسمع بها العالم فيقوم بعض أفراد السلطة بافتعال أزمة سياسية لتشتيت الأنظار عن قضية البدون.. عندما يقوم المعنيون بالتوقيع والمصادقة على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالحقوق المدنية والسياسية ولم يطبق فحواها بعض المسؤولين.. عندما تصدر التوصيات من الدول الممثلة في الأمم المتحدة- والتي كان لها الفضل بعد الله في منح الكويت القوة لاسترجاع البلد فترة الاحتلال- بضرورة إنهاء قضية البدون ثم يتجاهلها بعض المسؤولين.. عندما ينتحر الشباب البدون قهرًا ويحرقون أجسادهم احتجاجًا على الظلم والحال هو الحال.. عندما تُنشر المقالات وتُقام المناظرات وتكثر المناشدات ثم توصد أمامهم الأبواب كأن شيئا لم يكن.. عندما يرد المختصون على جميع الافتراءات ويحذر الباحثون من الخطر الآتي ويواجههم البدون بالأدلة والإثباتات ثم يستمر النهج الأعرج ضد أبناء هذه الفئة معتبرين أن الدناءة ذكاء والنذالة استراتيجية والقسوة عملية.. فضلًا عن ذكر كم الاستبداد الذي يندى له الجبين في حالات فردية تحدث بشكل متكرر وفي سيناريوهات متعددة.. فكيف سوف تُحل المشكلة في وقت لا يكون فيه المعنيون تحت أي من الضغوطات والظروف السابق ذكرها.. ربما يأتي يومٌ نسمع فيه أن موظفي الجهاز المركزي يستقبلون البدون بالورود في مبنى يشبه مطار سنغافورة ورئيس الجهاز يطمئن على أحوالهم ويستحلفهم ألا يترددوا في نقل شكاويهم إليه مباشرة ليقوم بحلها.
اقرأ أيضًا
اشترك معنا
اشترك في قائمتنا البريدية لتصلك أعدادنا أولًا بأول