وطن يبيعك بالمجان - أنفال الفضلي
عندما يجردك وطنك من وطنك..
عندما يسحق أحلامك وآمالك أمام عينيك..
عندما تُهلك من كثرة الإحباط واليأس..
عندما تسمع كل يوم وكل شهر وكل سنة عن موت الطفل والمراهق والعجوز..
عندما تتغرب وتذهب بعيدا وتذوق حسرة الفقدان..
عندما ترى قهر الرجال ودمعة الاطفال..
عندما ترى قلة حيلة الناس..
عندما ترى دموع ودعاء الامهات..
عندما ترى الحسرة في تلك النظرات البريئة..
عندما ترى نظرات الشفقة وأنت صاحب الحق..
عندما ترى شغفك يُقتل على أيدي المسؤولين..
عندما تُنعت بعديم الأصل والشرف..
عندما تتقاذفك الأوطان لتثبت أنك إنسان..
عندما تتعدد طرق الموت والألم واحد..
وتُباع بالمجان..
حينها فقط سوف تشعر بي يا صديقي!
ما الشي الجدير بالحياة إن لم يملك الإنسان وطنًا..
لا شيء قادر على إثبات الولاء والمواطنة..
لا تلك الورقة ولا ذاك الحبر..
ماذا فعلت كي تنكرني يا وطن؟
ماذا فعلت حتى تبقيني هامش على تلك الأرض..
ماذا فعلت لأعيش عامي الرابع والعشرين مهمش بين أطراف تلك الحدود..
يزيد تساؤلي، ولا أجد إجابة..
سوى، أن أُباع بالمجان..
