dark_mode
  • السبت ٢٠ / أبريل / ٢٠٢٤
رحيل آخر – عبد المحسن

رحيل آخر – عبد المحسن

عندما هم ابن الوردي بمغادرة من يحب أنشد قائلًا:

وأنا الذي ترك الوداع تعمدا

             من ذا يطيق مرارة التوديع


وداع جديد، وجوه المودعين الصغار التي تحمل نفس السؤال الذي لم أجب عنه، لماذا لا تبقى؟
 عبور البوابات مرة أخرى، الخطوط المتعرجة للمغادرين، تشبه حياتنا، لم تضع سدى، عبور إجباري، جسد يجر روح لا تهوى الرحيل، يجتهد، ينجح ذلك الكئيب أن يجرها عنوة إلى حيث أراد وامتنعت. التفاتة إلى الوراء، بعد البوابة الأخيرة، يد ملوحة مرتعشة وابتسامة مصطنعة تخفي وراءها ألف آه. والعيون تخفي ما أثقلها، تحمله دون كلل خوف شماتة حاسد أو ضيق محب. أصوات الباقين، هتافات الصغار، وأحاديث الكبار التي تلخص أعوام الغياب. وعد بعودة جديدة، ذلك وعد لا يقدر على وفائه أحد إلا إن شاءت الأقدار. هكذا كتبت على الكويتيين البدون أقدارهم، إما أن يكونوا أغرابًا في وطنهم أو مغتربين عنه، وصلوا إلى أطراف المعمورة مهجرين قسرًا بسبب ظروف فرضتها الحكومات المتعاقبة ورضي عنها بعض أصحاب النفوذ. هكذا يأكل أعمارهم المنفى الذي ينتظرون الخلاص منه دون جدوى. سؤال يتكرر دائمًا، ألم يحن الوقت أن تحل قضية البدون ويعيش أبناء القضية في وطنهم معززين كبقية شعوب العالم؟

بلاتفورم على وسائل التواصل الاجتماعي

اشترك معنا

اشترك في قائمتنا البريدية لتصلك أعدادنا أولًا بأول

كاريكاتير

news image
news image
news image
news image
news image
news image
عرض المزيد