dark_mode
  • الجمعة ٢٦ / أبريل / ٢٠٢٤
لعنة البدون – عبد المحسن

لعنة البدون – عبد المحسن

عندما وطأت قدماي أرض الأحلام- كما يسميها من يعيشون في أرض قتلت أحلامهم- بدأت ألتمس طريقي بها، وأحاول فهم أهلها واكتشاف تضاريسها التي تختلف في كل فصل عن سابقه.

ولأننا أبناء مجتمع نألف الجمع ونستوحش الفرقة؛ بدأت أبحث عن أشباه بيئتي فوجدتهم بعد مساعدة بسيطة وبحث قصير، "تقصد البدون"، هكذا كان رد العربي الذي أراد أن يدلني عليهم، استغربت من المفردة أنها ما تزال حية حتى بعد أن حصلوا على جنسية هذا البلد، وقد استطرد بعدها بكلمة اعتذار من أن تكون هذه سبة أو تقليل من شأنهم، فأجبت مع ابتسامة متكلفة، لا عليك هي ليست عيب أخلاقي أو جريمة هي تسمية حكومية لا غير.

المسجد الذي أسسوه ليجمع صلاتهم وأفراحهم وأحزانهم بعد أن جمعوا له مما تفيض به سيارات التكسي وأعمالهم الخدمية المتعددة، هذا المسجد يسمى بمسجد البدون وإن كتب عليه من الخارج اسم صحابي جليل بلغة البلد ولغتهم الأم.

هي فعلًا إحدى المحيرات في المهجر؛ يتغير لوني وأضطرب عندما يأتيني السؤال من أحد: من أين الأخ؟

إذا أجبت أنني كويتي أحس أنني كذبت؛ لأننا تعودنا في بلدنا أن نقع في تصنيف آخر، وإن أجبت بغيرها كذبت أيضًا لأنها فعلًا بلدي وليس لدي سواها، هناك ولد أجدادي وعاشوا وماتوا. تتعدد المخارج من هذا السؤال ولا زلت أبحث عن إجابة أورثها أولادي من بعدي، أولادي الذين يرفعون علم الكويت كلما طلب منهم أن يكتبوا عن وطنهم الأم.

بلاتفورم على وسائل التواصل الاجتماعي

اشترك معنا

اشترك في قائمتنا البريدية لتصلك أعدادنا أولًا بأول

كاريكاتير

news image
news image
news image
news image
news image
news image
عرض المزيد