dark_mode
  • الجمعة ٢٩ / مارس / ٢٠٢٤
وما زالت كرة الثلج تدور! – أنفال الفضلي

وما زالت كرة الثلج تدور! – أنفال الفضلي



وما زالت كُرة الثلج تزداد حجماً مع مرور الأيام. قد شملت تلك الكُرة ما يقارب من أربعة أجيال مختلفة. ولم يُعاني أول جيل معاناة الجيلين الثالث والرابع من تعقيدات، وضرب وقمع عشوائيين شملت الطفل والشاب وكبير السن أيضاً. 

تفتك الحياة بأبناء البدون في الجانبين الاقتصادي والاجتماعي وقد تجاوزت ذالك حتى وصلت بهم أن ينعتونا 'بالفقع'، ولا أعلم ما مدى تشابه الفقع بقضيتنا إلا أنه لا بد من امتلاكهم سبب لذلك، حتماً. 

يُعاني أبناء البدون في الجانب الاقتصادي من عدة أمور تبدأ بعمل المراهقين بأعمال حرة مثل بيع الأقراص المدمجة مقابل الجمعيات التعاونية وفي بيع الرقي في "عز الشمس" وتعلمون جيداً كم تصل درجة الحرارة في الكويت. 

يدرس أبناء البدون على أمل أن يكملوا دراستهم إلى الدراسات العُليا ولكن سرعان ما تقع سقوف الحُلم على رؤوسهم مذكرة إياهم بأنهم 'بدون'. يتعلم أبناء البدون بصعوبة، حيث يعمل بعضهم في وظائف لساعات طويلة مقابل راتب رمزي لا يكفي لحياة كريمة والبعض منهم يستند على أبناء الخير في مساعدته لاستكمال رحلة العلم، والأغلبية يلقى بهم في زقاق السجون والمخدرات ومؤخراً تجدهم مشنوقين في الحدائق العامة وأمام الخيم في البر وفي غرف نومهم المتواضعة جداً. 

لم تكتفِ الحياة بهذا القدر وحسب، بل فتكت بأبناء البدون اجتماعيا أيضاً، حيث تُعاني بنات البدون عند الزواج من كويتي من العنصرية، والاستنقاص ولم يكتفوا حتى تجاوزوا حد الشرف!  

يُعامل أبناء البدون في دوائر الدولة والمعاملات بهمجية وكأنهم مهمشين يستنجدون منهم إنجاز هذه المعاملات، ولم يكتفوا بذلك فمارس الجهاز المركزي للمقيمين بصورة غير شرعية جميع أنواع البربرية في التعامل مع هولاء الناس وكأنهم مهمشين حتى في المكان الذي يدعون أنهم ينتمون إليه. 

يا إلهي مما يُعاني البدون، إنهم يُصارعون على جميع جبهات الحياة المُظلمة للفوز بذرة ظل يكاد يخرجهم من ذاك الظلام.

بلاتفورم على وسائل التواصل الاجتماعي

اشترك معنا

اشترك في قائمتنا البريدية لتصلك أعدادنا أولًا بأول

كاريكاتير

news image
news image
news image
news image
news image
news image
عرض المزيد