أعتذر أولًا عن أي إزعاج قد يسببه العنوان في الأعلى.

بينما يضرب الشعب الفلسطيني الباسل أروع الأمثلة في الثبات والصمود والمقاومة لا يمكن لمجموعه مضطهدة مثل البدون إلا أن تنظر إلى هذا النضال الأسطوري بعين التقدير.. لا يمكن إلا أن تستلهم الدروس والعبر وربما تواسي نفسك كبدون تشترك مع الفلسطينيين بعدد من الآلام:

ألم اللاهوية:

بينما جاء احتلال غادر مجرم غصب الأرض وباشر محو الهوية وحتى تجريد الفلسطيني من بيته وزيتونته ورغيف أمه.. ظلمنا نحن البدون ذوو قربى وقرروا أن انتماءنا لهذه الأرض ودماء أجدادنا وعطش أمهاتنا كأنه لم يكن!!

أليس هذا أشد مضاضة؟!

ألم التهجير:

ترتبط أرواحنا بهذه الأرض بحبل سري لكنها من شدة ما مرّر الظلم أيامها.. قطعت حبلها السري وهاجرت إلى البعيد، وشقت صدور الباقين هنا بالفراق وراحت تنطفئ رويدًا رويدًا في بلاد الثلج.. تلك الأرواح التي عمدتها الشمس!!

وما هلال ناصر الظفيري الذي غاب وغيره كثيرون منكم ببعيد،،

ألم الخوف على الوطن من أن يبتلعه الغزاة:

نعم جاءنا الاحتلال (الصدامي) كما جاء للفلسطينيين لكنه غادر برأفة الله عنا واستمر بحكمته وتقديره عليهم.. جاء احتلال كان البدون فيه يستشهد ويؤسر ويعذب ويقاوم وتعاني أسرته الجوع والخوف ليجد النكران والتهديد والشتات بانتظاره بعد مشهد التحرير.. أسرة الشهيد البعنون لاجئة في الأردن وقبر شهيدها في الكويت!

نشعر بآلام الفلسطينيين وحيرتهم أكثر.. فنفرح لثباتهم أكثر.. نحن وإياهم تكوينا النيران يوميًا..

غير أن الفلسطينيين شعب أسطوري.. ملحمة الصبر عندهم لا تفسر.. بل هي حالة يجب أن تدرس:

كيف هذا الثبات كجبال فلسطين؟!

كيف هذا التدفق والاستمرار في النضال كجريان أنهارها؟!!

لعله الإيمان بأنهم على حق وأن الحق معهم، وأن انتماءهم إلى فلسطين ليس منحة من أحد أو منة!! بل هو قدر إلهي.. وفرض عين على كل فلسطيني!!

ولعل هذا ما يجب أن نستوعبه نحن البدون: انتماؤنا لهذا الوطن ليس منحة من أحد بل هو حق!

ما فاض به الخاطر هنا.. ليس لمقارنة أو مقاربة أو تشابه؛ لكنه نحيبٌ صامت.. على آلام المظلومين المضطهدين أينما غطتهم سماء...

إنه سيل المشاعر ونحن نندب عجزنا عن دعم إخواننا في فلسطين..

لذلك سال القلم لنقول لهم: ألمنا وألمكم أشقاء

نحبكم وندعو لكم،،