dark_mode
  • الثلاثاء ٢٣ / أبريل / ٢٠٢٤
البدون بعد حوالي 40 عاما من التضييق المعيشي والحقوقي عليهم - جاسم محمد الشمري

البدون بعد حوالي 40 عاما من التضييق المعيشي والحقوقي عليهم - جاسم محمد الشمري


من هم الفئة الأكثر تأثرا بالضغوط النفسية والصحية؟!

·       نتائج استبيان شارك به 484 شخصا: الشباب 60 %. النساء 22%. كبار السن 9%. والأطفال 9%

·       السعيداوي: كنت أظن المرأة الأكثر تأثرا، ولا أعول كثيرا على الجهات الحقوقية في معالجة تداعيات الأزمة النفسية.

قضى أبو يعقوب نحبه في بريطانيا بعيدا عن أبنائه وعائلته التي هاجر بحثا عن صناعة استقرار لأفرادها بعدما دفعه وضعه كبدون إلى اللجوء إلى خيار تعديل الوضع بجواز صومالي مزور كان يظن أنه سيحقق له ذلك الاستقرار المنشود.

حرم أبو يعقوب من أن يكون مواطنا في بلده الذي لم يعرف غيره وسيحرم من أن يضم جثمانه ثراه بعدما أطلق ذووه مناشدات لجلب هذا الجثمان ليدفن هنا غير أنه وإلى ساعة كتابة هذا الموضوع لم يكن هناك أي استجابة حكومية ما يعني أنه سيدفن هناك غريبا وحيدا إلا من أكف داعية بالرحمة أن تخلص من عذابات تناهبته سنوات عدة.

أبو يعقوب ليس حالة شاذة في هذا السياق قبله دفن الروائي ناصر الظفيري غريبا في كندا والأكيد أن غرباء كثر اختاروا الهجرة هربا من حالة التضييق التي مورست لسنوات قبل أكثر من خمس وثلاثين عاما على فئة البدون لدفعهم إلى الإيمان أن قضيتهم نتاج خيار فردي لهم أو لآبائهم وأن عليهم مواجهة تبعات هذا الخيار بين البقاء كعائلات معوزة تعاني الحرمان وشظف العيش أو الاعتراف بأنهم لا يستحقون المواطنة التي يطالبون بها أو التي وعدوا بها على مدى ثلاثة عقود سابقة لقرار التضييق ذلك.

التضييق الذي مورس منذ العام 1986 بدأ بحرمان الأفراد البدون من الحصول على البطاقة المدنية رغم أن كل السكان حصلوا عليها مواطنين ومقيمين ثم حرمانهم من أية حقوق كانوا يتمتعون بها من قبل كالتعليم العام المجاني أو التعليم العالي وتباعا الحصول على وظيفة بأجر مجز يتناسب مع المؤهل الذي يحملون ولاحقا منعهم من تصديق عقود الزواج والحصول على شهادات ميلاد لأبنائهم إن لم يقبلوا بالجنسية التي توضع لهم من قبل السلطات المختصة.

البعض ممن يتبنى آراء شاذة يعتقد أن البدون جماعات تسللوا في جنح الظلام إلى البلاد وعليه لا يرون في تعامل السلطات معهم أي ضير طالما أنهم خالفوا قانون الإقامة وهؤلاء تحديدا لا يرغبون مطلقا في الاعتراف بأن إقامة البدون في البلاد إقامة شرعية بموجب القانون الذي لم تلغ مادته إلا في العام 1987 ما يعني قانونيا أن كل من أقام وفقا إليها فإن إقامته شرعية لا غبار عليها. وكان من واجب السلطة البحث عن حلول تحتوي هذه الأعداد من البدون لا حلول تقصيهم من المجتمع أو تمنع عنهم الحياة وتعزلهم بغية دفعهم إلى الكفر بأية حقوق لهم.

سياسة التضييق الحقوقي والمعيشي أفضت إلى انتحار عشرات من البدون في حين دفعت آخرين إلى خيار الهجرة ومن لم يختر أيا من الطريقين كان ضنك العيش سبيله الوحيد للبقاء حيا وهو ما جعل شبابا كثر يعزفون عن الزواج في حين قبعت فتيات كثر في بيوت ذويهن انتظارا لفرصة زواج لم تحن بعد.

هذه الحالة المعيشية المتأزمة كانت محور استبيان للناشط على وسائل التواصل الاجتماعي حسين السعيداوي الذي كان سؤاله المباشر: أيّ الأنواع التالية هي الأكثر عرضة للضغوطات النفسيّة، والمشاكل الصحيّة، والإشكالاات الناتجة عن كونهم عديمي جنسيّة أو بدون في الكويت؟ ولماذا؟

المغرد السعيداوي وضع أربعة خيارات هي: الشباب / النساء / كبار السن / الأطفال

وبحسب ما قال لي بعدما تواصلت معه حول نتائج هذا الاستبيان الذي شارك به عينة من متابعيه بلغ عددها 484 شخصا فإن الرأي انتهى إلى أن أكثر الفئات تأثرا هم الشباب بنسبة 60% ثم النساء بنسبة 22% يليهم كبار السن والأطفال بنسبة متماثلة هي 9%.

وسألت السعيداوي عن الهدف من وراء هذا الاستبيان فقال إن الحاجة منه كانت تسليط الضوء على الطبقة الأكثر تعرضًا للضغوطات الناتجة من انعدام الجنسيّة في الكويت؛ حتى يلتفت المعنيون -كما يفترض- لعلاج، أو تخفيف الضغوط عليها، متابعا أنه يعني بالمعنيّين بالأمر جهتين: الدولة والنظام المكلّف بتوفير الحقوق والضمانات الإنسانيّة، والمجتمع بشكل عام، والأسرة بشكل خاص: إذ لها -كما للدولة- تكليف إزاء التعامل مع فئة بما تحمل من عوامل فسيولوجيّة، وسيكيولوجيّة استثنائية كالنساء والأطفال.

ثم سألته ما إذا كان يعتقد أن النتائج التي خلص لها الاستبيان تعكس حقيقة الوضع على الأرض، فرد بالقول إنه وحسب رأيه لا تعكس النتائج حقيقة الوضع على أرض الواقع، ويتابع شارحا: كان لي تقرير صغير قبل هذا الاستبيان رجحت فيه كون المرأة بصفتها: أمً، أو عازبة، أو مطلقة، أو فتاة صغيرة مراهقة هي الأكثر عرضة للضغوطات النفسيّة، والصحيّة، وأنها الأقرب إلى واجهة النيران المشتعلة في ملف انعدام الجنسيّة في الكويت؛ لأنها: بالإضافة لصيرورتها طرفًا معانيًا من مشكلة: البدون، فهي كذلك تعاني من النمط الاجتماعي والفهم الديني المتشدّد، إذ -ولا يحتاج إلى أكثر من مثالين مشهورين-: لا يمكن للمرأة علاوة على كونها مجردة من الحقوق المدنية أن تقود السيارة، وتعمل كإنسان متساوٍ جنبًا إلى جنب مع الرجل، وهذه الضغوطات الإضافيّة غير موجودة في باقي الفئات، والتي بإمكانها التغلب عليها، أو عبورها بسلام لوجود إمكانات اجتماعيّة، وسعة دينيّة لها.

وما إذا كان لديه نية لمخاطبة جهات بحثية وحقوقية لتبني نتائج الاستبيان وطرح معالجات عاجلة تحد من تحول هذه الضغوط إلى أمراض أو انحرافات سلوكية قال السعيداوي إنه لا نيّة لديه لمثل هذا التواصل مع جهات حقوقيّة بإمكانها بحث هذا الموضوع خصوصًا لأجل المعالجة؛ وذلك لأنه لا يؤمن بإمكانيّة هذه الجهات امتلاك أدوات ضغط لعلاج المشاكل المتعلقة بحقوق الإنسان وأن أقصى ما يمكن لهذه الجهات القيام به، تبادل التقارير، والرسائل، وأمّا إيجاد حل واقعي وفعلي، فهو مجرّد فانتازيا في مخيّلة المتأثرين بالبروبوغاندا الغربية على حد تعبيره مضيفا أنه لو كان لبان أثره في المصائب اليومية التي تواجه أفراد البدون في الكويت، ولكانت القضية قد حلت مذ تعلق أول شاب من شبابها على حبل مشنقته الاختيارية.

أثار استبيان السعيداوي ردودا متباينة إذا قال المغرد فيصل الفضلي إن كل من يحمل مسؤولية عائلة سواء كان شابا أو امرأة، صغيرا أو كبيرا، سيكون عرضة لهذه الضغوط متابعا أن أغلبية من يتحملون المسؤولية شباب ولذا اختار هذه الفئة إجابة له على الاستبيان.

وقال المغرد مـسـعـد إن جميع من ذكروا في الاستبيان يعانون ومعرضون للاختلال في نمط الحياة وليس هناك أقل وأكثر والاختلاف فقط بنوعية الضغط وطبيعة الأسرة.

أما المغرد آر إف 2017 فاعتبر أن الشباب هم الأكثر عرضة للضغوط لأنهم من وجهة نظره من يريد الزواج وإعالة أهل بيته وأمه وأبيه وإذا كان لديه أخت منفصلة كذلك.

واختار المعرد أبو فهد المرأة الأكثر تعرضا للضغوط لأنها من وجهة نظره الأم التي تحمل هم أبنائها وهي الزوجة التي تحمل هم زوجها وأبنائها وهي الأخت التي تحتاج الأب والأخ ليقفوا معها، وأن المرأة البدون أينما وضعت فإنها ضعيفة. ويضيف أن الشاب أكثر حرية بالتنقل أو بالعمل الحر شرط أن يجد من يتابعه ويقف معه خاصةً في هذه الفترة.

ويرى المغرد أي كيو دبليو 84 أن الضغوط تطال كل من ذكروا في الاستبيان غير أنه مال لاختيار كبار السن لأن هؤلاء يرون شبابهم وبناتهم وأطفالهم مهمشين ومن غير أي حقوق وبالتالي يتأثرون نفسيا وصحيا.

ويجد المغرد كيو أيت جو كيو أيت أن الشباب يحاولون حمل هم الخيارات الثلاثة الأخرى وأنهم يُحاولون توفير كل ما يريح كبار السن المهمومين أصلا ويحاولون أن يكونوا ذوو عون للمرأة سواء كانت أما أو أختا أو زوجة أو ابنة وهي بدورها تعاني من ضغوطات كثيرة أخرى والأطفال بسبب كثرة التفكير بمستقبلهم المجهول يعلنون أيضا.

أما المغرد ذ لان أوش فيعتبر أن الضغط واحد على جميع الأطراف إلا أن هناك من يستطيع التحمل وغيرهم لا يستطيعون ذلك وعلى سبيل المثال الشباب وهم يرون أحلامهم تتبخر وأيامهم تسيح على رصيف الواقع الحارق.

بلاتفورم على وسائل التواصل الاجتماعي

اشترك معنا

اشترك في قائمتنا البريدية لتصلك أعدادنا أولًا بأول

كاريكاتير

news image
news image
news image
news image
news image
news image
عرض المزيد