dark_mode
  • الجمعة ٢٩ / مارس / ٢٠٢٤
أين تسافر هذا الصيف؟ - فهد حمزة

أين تسافر هذا الصيف؟ - فهد حمزة

عزيزي الإنسان هنالك الكثير من العروض لشتى الوجهات السياحية التي يمكنك الذهاب إليها للاستمتاع والراحة والاستجمام والتي يمكنك من خلال زيارتها لاستجماع طاقتك من بعد شهور طويلة قضيتها في العمل والضغوط التي نواجهها في حياتنا العملية اليومية.

أما أنت عزيزي البدون لك الحق فقط أن تستمع إلى خطط المسافرين وقصص العائدين.. 
لك الحق أن ترى الراحة والاستمتاع في وجوههم وتتظاهر بأنك لا تهتم.
لك كامل الحرية أن ترسم خيالات تكسر بها حاجز المكان وترى نفسك من خلال ما رأت أعينهم. 

عزيزي البدون ما حاجتك للسفر؟ 
هل تعاني من مرض خطير؟ 
هل تسافر للدراسة؟ 
هل والدتك كويتية الجنسية؟ 
إذا كانت إجابتك على أحد تلك الأسئلة بنعم؛ فغالبا لن تسافر. 
وإذا كانت إجابتك بلا؛ فكف عن هذا الهراء فليس هناك ضرورة للسفر حسب قانون مفقود بين الإدارة العامة للجنسية واللجنة المركزية فأنت لست مؤهلا للسفر. 

وويلك كل الويل إن كان هدفك من السفر هو الاستمتاع فقط؛ حيث ستبدأ حكايا أولئك الذين سيغرقونك في حوار عن عدم أهمية هذا الموضوع بالنسبة لك، وسيحكي لك من فاضت جوازاتهم بأختام الدول الأخرى عن مدى ما يحمله الشعور بالسفر من ملل، بل وسيجزمون بأنهم قد قاموا بالسفر إلى الكثير من الأماكن ولا زالوا يشعرون بالملل. فما بالك وبال السفر؟ و بالنهاية سيتم اختتام  تلك المحاضرة بأن عليك الكف عن هذا الجحود والاستهتار وأن "تحمد الله" أنك تعيش وتأكل و تسكن في منزل وأنت أساسا "بدون". 

وفي تعليق مميز قال أحدهم ذات مرة: ماذا تريد؟ هل تريد السفر لرؤية المناظر الجميلة ودول العالم الأخرى؟ إذن عليك بـ (اليوتيوب). 

الفرد البدون في الكويت يعيش حالة من العزلة المجتمعية والتي من آثارها أن الأفراد المعرضون لها يكونون أكثر عرضةً للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وبلا شك الاكتئاب والذي بدوره له تأثيرا كبيرا إما في حالات الانتحار أو الجريمة وهو ما أصبحنا نشاهد آثاره في مجتمعنا اليوم. 

 هناك دراسة أجراها باحثون من جامعتي "سري" و"برونيل" في بريطانيا ونشرتها دورية "نيوروساينس آند بيوبيهافيور ريفيوز" Neuroscience & Biobehavioral Reviews، تشير إلى أن المعاناة من العزلة الاجتماعية تؤدي إلى الإصابة بالتهابات جسدية طويلة الأمد.

كما أظهرت دراسة أمريكية أن الوحدة والعزلة حالهم كحال التدخين والسمنة باتت عوامل رئيسية تمثل خطرا على الحياة والصحة وباتت حمل جديد على كاهل الحكومة وتهدد استقرار المجتمع.

أما لجنة "جو كوكس" والتي أنشأتها عضوة البرلمان البريطاني "جو كوكس" قبل وفاتها بقليل والتي أنشأت من أجل التحقيق في طرق تقليل الشعور بالوحدة في المملكة المتحدة في بريطانيا فقد وصفت العزلة الاجتماعية والإحساس بالوحدة بـ "الوباء الصامت".

و على صعيد مختلف تماما فإن الحكومة لدينا وبعض حاملي النفس العنصري المتغني بتاريخ "من أتى قبل من" والذي هو أيضا بدوره يحمل بين طياته بعضا من التزييف التاريخي يصرحون أنه في حصول الفرد البدون (عديم الجنسية) في دولة الكويت على المأكل والمشرب،  شهادة ميلاد أو زواج أو شهادة وفاة، وفي حصوله على التعليم أو الرعاية الصحية فهو بهذا يأخذ أكثر مما يستحق بكثير مع العلم أن كل ما سبق لا يتم الحصول عليه بسهولة. 

إن الأجيال القادمة ليست كما السابقة وهي أكثر انفتاحا على العالم وأكثر إصرارا على نيل حقوقها في العيش الكريم وبلا شك هي أكبر طموحا ولن تسمح لأحد أن يقتل طموحها كما تم اغتيال طموحات آبائهم وأجدادهم. 

 "البدون" له الحق أن يكون. له الحق أن يحس بكيانه كما أن له الحق أن يسافر ويهاجر لبلد آخر للسعي خلف ما يطمح والسعي لحياة يستحقها بعيدا عن قرارات مجحفة لا أساس لها من المنطق، فلماذا هذا التمسك بالـ "البدون" وإبقائهم في مكان أصبح بالنسبة لهم مثل "سجن كبير" وهو به أصبح "السجين رقم صفر". 

افتحوا لهم أبواب الرحيل فكثير من "البدون" مبدعون وأصحاب شهادات ومجتهدون، و" اليوتيوب" لم يعد كافيا والطموحات أعلى من سقف فتاتكم الذي به تتكرمون.

بلاتفورم على وسائل التواصل الاجتماعي

اشترك معنا

اشترك في قائمتنا البريدية لتصلك أعدادنا أولًا بأول

كاريكاتير

news image
news image
news image
news image
news image
news image
عرض المزيد