dark_mode
  • الثلاثاء ١٦ / أبريل / ٢٠٢٤
حكاية (دحيم) و(شيحان) - أحمد

حكاية (دحيم) و(شيحان) - أحمد


هذه الأيام من السنة، تبدو كموعدٍ مُحدد لدى بعض الأقارب، ليأتوا إلى الكويت من السعودية، خصوصًا "شيبان الجماعة".. تكثر أحاديثهم عن الماضي في المجمل، المواقف المضحكة، الحزن، الفرح، بعضًا من المصائب، والتي مللتها فعليًا، ببساطة لأنّي أسمعها في كل عامٍ تقريبًا، لكن هذه المرّة.. طرأت لي فكرة غريبة، وددت أن أفهم ما الذي حدث؟ ولماذا حدث؟ وكيف حدث؟

(دحيم) و(شيحان).. أبناءُ عمومة، درسوا وتربّوا مع بعضهم، إلا أن دحيم عاد إلى موطنه الأصلي قبل حسم قرار الهوية، بسبب موقفٍ مُضحك وغريب، وذات الموقف، مثّل لـ شيحان "النجاة" فيما بعد.

ذهبوا إلى المدرسة، وفي أول يوم وقع دحيم في غرام "الصلصة" التي يُقدمها مطعم المدرسة في السابق، مع الأسابيع الأولى، طمع دحيم بتلك الصلصة، فحاول شراءها أو القيام بأي عمل كأحد أنواع التفاوض "الجائع" للحصول على المزيد منها، ولكن للأسف باءت كل محاولاته بالفشل، قرّر دحيم أن يأخذها على أي حال، سرقةً أو إرضاءً، وبدون محاولة الإرضاء ضرب دحيم عامل المطعم وأخذها عنوةً، لم يكن يعلم بأنها النهاية بينه وبين أحلامه، عوقِبَ بالفصل من التعليم، تلاشت أول أحلامه البسيطة، أن يُصبح "طبيبًا" ليُعالج (حلال) والده. دحيم كان بسيطًا بطبيعة الحال، في منتصف القرن الماضي وقادمًا من الصحراء، لا يعرف الفرق بين الطبيب البيطري والطبيب العام، ثُم عاد إلى الصحراء لا يُريد الكويت، وما زال يُحب تلك الصلصة.

في تلك الأثناء شيحان كان حاضرًا يرى العقوبات التي حلّت على ابن عمّه وصديقه، أصبحت الدراسة همّه الأول، حتى أنهى مراحل التعليم، ثُم صارَ عسكريًا عقله مختلف عن أقرانه، لم يكُن يهتم لصراعات أو أحداث القبيلة أبدًا، اقتنع سريعًا بتغيّر الحال والنظام، ويعرف حدوده القانونية كثيرًا، ويعرف حدوده المجتمعيّة ويعيشُ ما بين خطوطها متحفّظًا على ما يراهُ مناسبًا، انشغل بعائلته وأبنائه، ونقل لهم حرصه على التعليم، حتى أصبحوا في أماكن نالوها حقًا من دون تفضّل من أحد.

(شيحان) و(دحيم) مع تقدم العمر، يزيدُ ارتباطهم أكثر، لم يخطئ أحدٌ منهم، عاشوا ما يرونه مناسبًا، دحيم أيضًا.. أبناؤه درسوا وتعلّموا، الأقدار بيد العزيز القدير جل جلاله، يدبّر لنا شؤوننا حتى وإن اجتهدنا لنكون أفضل، هذا الثنائي كان مختلفَا في التفكير والعمل، فقط كبرا في السن، ولا يزالان يتشاركان بعض الهوايات التي يُعنى بها أي "شايب" في وقتنا الحالي.

في الختام، حاولت تأجيل هذه الفكرة أكثر، ولم أستطع.. أخذتُ القرار، أن أكتبها كما تريد أن تكون، أردت أن تكتب الحكاية نفسها، بدون أي محاولة للتعديل في الفكرة والصياغة.

بلاتفورم على وسائل التواصل الاجتماعي

اشترك معنا

اشترك في قائمتنا البريدية لتصلك أعدادنا أولًا بأول

كاريكاتير

news image
news image
news image
news image
news image
news image
عرض المزيد